
ولد الجندي ثاني آلاسان دياليغا بوكوم بمدينة بوكى، في 31 ديسمبر 1968، لأبيه دياليغا بوكوم، وأمه عيشتا خدي.
نشأ في بيت عمه بمدينة النعمة، بين أصدقائه الجنود الشباب، في بيئة عسكرية جعلته يتوق للالتحاق بمهنة السلاح، لقد كان على دراية واسعة بالثقافة العسكرية منذ نعومة أظافره، وكانت رغبته في الخدمة العسكرية في تزايد مستمر.
في السادس عشر من يوليو سنة 1986، تحقق الحلم الذي راوده لسنوات عديدة، فاكتتب في صفوف الجيش الوطني وهو بالكاد يكمل ربيعه الثامن عشر، ليتابع التكوين القاعدي في مركز تدريب الجيش الوطني بمدينة اكجوجت.
بعد نهاية هذا التدريب، وتحديدا في فاتح يونيو 1987، حول آلاسان دياليغا بوكوم إلى المنطقة العسكرية الثانية.
خدم الشهيد بإخلاص وتفان على الثغور الأمامية ملبيا نداء الوطن والواجب، وبعد اثنتين وعشرين سنة من الخدمة، وأثناء مهمة عسكرية لتعقب عناصر إرهابية تسللت إلى أرض الوطن، في منطقة تورين بولاية تيرس زمور، استشهد الجندي ثاني آلاسان بوكوم، في 15 سبتمبر 2008، تاركا وراءه وطنا بذل في سبيله روحه الزكية، وأسرة مكونة من زوجة وخمسة أطفال، خلف رحيله فراغًا كبيرًا في حياتها.
مجلة الجيش التقت بعائلة الشهيد، وأجرت المقابلة التالية مع أرملته، السيدة ديينابا سامبا ديوب:
- الجيش: هل لك أن تخبرينا من هو الجندي آلاسان دياليغا بوكوم؟ وكيف تلقيت خبر استشهاده؟
- ديينابا سامبا ديوب: أولاً وقبل كل شيء، كان آلاسان رجلا متدينا مستقيما، وأبًا صالحًا، وجنديًا ممتازًا، كانت لديه كل هذه الصفات، كان اجتماعيًا جدًا ومحبوبًا من كل من عرفه.
لقد كان فخورًا بعمله، وكان وطنيًا ومحبًا لوطنه الذي كان مستعدًا للتضحية بكل شيء من أجله.
أتذكر ذلك اليوم، كان يوم الاثنين. استيقظنا أنا وأطفالي متألمين وكأننا شعرنا بوفاته، في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، انهالت المكالمات من كل مكان تخبرنا أن جنودًا قد وقعوا في كمين في تورين، لكن حتى ذلك الحين، لم تكن لدينا أي معلومات رسمية عن وفاته، ولكننا كنا قد شعرنا بها بالفعل، ودعونا الله أن يتغمده برحمته.
عندما وصلنا الخبر، احتسبت وصبرت لأن هذه كانت مشيئة الله تعالى، ودعوت له برحمة الله الواسعة.
لم يعرفه من الأولاد حق المعرفة إلا واحد، أما الآخرون فلم تتح لهم الفرصة ليعيشوا إلى جانبه بشكل مستمر، لكنني علمتهم أن والدهم كان جندياً باسلاً في جيشنا، ورجلاً فخوراً بزيه العسكري، ومحبباً عند قادته، ويمكن لأبنائه أن يفخروا به، لأنه كان بطلاً واستشهد وهو يقاتل من أجل وطنه.
- الجيش: ماهي طبيعة العلاقة بين الجيش وعائلتك؟ وما هي الخدمات التي تقدمها لكم ودادية القوات المسلحة؟
- ديينابا سامبا ديوب: فيما يتعلق بعائلتنا، أود أن أقول إنني أشعر بوجود الجيش في حياتنا أكثر من أي شيء آخر، لقد قدم لنا الجيش الدعم المادي والمعنوي، فمنذ وفاة زوجي ونحن نتلقى المعاش المستحق لنا، ولم يكن هناك أي تأخير، كما تقدم لنا ودادية القوات المسلحة مساعدات مالية خاصة في عيدي الفطر والأضحى. أنا وأولادي نشعربالامتنان للجيش، لكونه يقف دوما إلى جانبنا، ولدعمه المستمر لعائلتنا.
- الجيش: هل لك من طلب توجهينه إلى الجيش الوطني؟
- ديينابا سامبا ديوب: أولاً وقبل كل شيء، أود أن أعبر عن خالص شكري للجيش، وخاصة ودادية القوات المسلحة، على منحها الكثير من الامتيازات لعائلات الشهداء.
كما أود أن أقول إن كل الذين سقطوا في ميدان الشرف، مثل زوجي الراحل، لم تذهب أرواحهم سدى. وأعتقد أنه لا شيء يعلو فوق الوطن، إنها ميتة شريفة جدًا، فرحم الله برحمته الواسعة كل الشهداء.
كما أتمنى لوطننا الحبيب الأمن والسلام، وأتمنى النصر لجنودنا البواسل أينما كانوا، فزوجاتهم وأبناؤهم فخورون بهم، وموريتانيا تعول عليهم في القيام بأنبل المهام، وهي الدفاع عن الوطن.
وختاما، أود أن ألفت انتباه الجيش إلى الحالة الصحية لابنتي التي تعاني من مرض يزداد خطورة ويتطلب تكفلا أفضل، وأنا أعول على الجيش في ضمان علاجها وتعافيها من إعاقتها في أقرب وقت ممكن.
------------------------------------------
شهادة ابنة الشهيد، هوراي آلاسان بوكوم:
شخصيًا، لم أستطع التعرف على والدي عن قرب، فقد تركني مبكرًا جدًا، وكان عمري بالكاد عامين.
ومع ذلك، لم أعرف عنه سوى أشياء جيدة، كانت أمي تذكرنا دائمًا بسلوكه الفاضل، وتحثني أنا وإخوتي على الاقتداء به، أنا لا أستطيع أن أعبّر عن مدى فخري به، وكم تمنيت لو كان هنا اليوم، ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا أمام القدر، القصص التي تروى عن والدي تجعلني أحلم بأن أكون يومًا ما جنديًة في الجيش، وأن أخلد ذكرى والدي وأحافظ على الشرف الذي ورثه للعائلة، لديّ شغف بخدمة بلدي وأتمنى أن يمنحني الجيش هذا الفضل يومًا ما، لأكون جنديًة وأدافع عن بلدي مثل والدي.
لا أستطيع أن أنهي كلامي دون أن أشكر الجيش على الدعم الذي قدمه لأبناء الشهداء.
-------------------------------------------------
شهادة جِبْرِيل موسى صار (شقيق زوجة الشهيد)
كان آلاسان بوكوم رجلاً تقياً ومتواضعاً، عرفته قبل التحاقه بالجيش بفترة طويلة، كان زوجًا لطيفًا لأختي.
عندما التحق بالجيش، أصبح أكثر حيوية ونشاطًا، كان عليك فقط أن تنظر إليه لترى كم كان فخورًا وسعيدًا بزيه العسكري، لطالما أراد الالتحاق بالجيش منذ صغره، فقد كان ذلك حلمه.
لقد أثرت وفاته على جميع أفراد العائلة، فقد كان رجلًا اجتماعيًا، ومحبذا لدى الجميع، يهتم بكل فرد في العائلة، وكان لديه إحساس كبير بالمسؤولية.
أنا أهنئ وأشكر الجيش على وفائه لهذه العائلة. شخصيًا، يمكنني أن أؤكد لكم أنني كنت شاهدا على الدعم الجيد الذي قدمه الجيش من خلال إسداء خدماته القيمة لعائلة الشهيد آلاسان.
كما أشكر مديرية الإتصال والعلاقات العامة من خلال مجلتها الفصلية "الجيش" التي تتيح الفرصة لإسماع صوت عائلات الشهداء، حتى نتمكن من الاستمرار في إحياء ذكراهم المشرفة.