البحرية الوطنية حماية المياه الإقليمية ومشاركة في التنمية الوطنية

 البحرية الوطنية، هي إحدى أهم مكونات الجيش الوطني، وذراعه المائية والبرية معا. تنشط البحرية الوطنية في المياه الإقليمية الوطنية، لترابط عند ثغور هذا المجال الشاسع والمتسع، والذي يمثل حدودا طبيعية يبلغ طولها سبعمائة وخمسين كيلومترا على المحيط الأطلسي وسبعمائة كيلومتر على ضفة النهر.

هذا المجال المائي المترامي الأطراف يمثل ساحة المعركة الحقيقة لقوات البحرية الوطنية، التي تتكفل بشكل دائم بحمايته المطلقة من كل استهداف خارجي، أو تسلل إجرامي من شأنه إلحاق الأذى بالأمن العام أو أمن المنشآت الاقتصادية الساحلية، أو التجارة الخارجية.

البحرية الوطنية اليوم لها أن تعتز بالنقلة النوعية التي عرفها أسطولها البحري، الذي أصبح في مستوى التعاطي مع كل مهام الرقابة والملاحقة، والمطاردة، والحجز، فهي بفضل تكنولوجيا معلومات متطورة، تبسط عينها على كل المجال المائي الوطني وتنبه في وقت قياسي إلى كل تسلل تقوم به السفن الأجنبية في المياه الإقليمية، وتعطي هذه التكنولوجيا الرقمية كل التفاصيل الدقيقة عن السفينة وإحداثياتها، وموقعها من الخارطة المائية الوطنية، وهويتها. ويرجع الفضل في ذلك إلى فعالية مركز العمليات البحرية، المكلف بالمراقبة العملياتية بواسطة الوحدات العاملة في المناطق البحرية الموجودة تحت سيطرة الدولة الموريتانية، حيث يقوم بجمع المعلومات والاستخبارات في هذه المنطقة، وقد مكن هذا النظام من متابعة جميع السفن التي تدخل إلى المياه الإقليمية الوطنية، والتصدي بحزم لتلك المطلوبة دوليا وملاحقتها على الفور بواسطة فرق مدربة، تملك وسائل سريعة، وقد تم لهذا الغرض اقتناء العديد من السفن والبواخر الحربية التي ساهمت إلى حد كبير في تحديث الأسطول البحري الوطني، وسعيا منها إلى توسيع مجال مراقبتها الأمنية المائية، استحدثت البحرية الوطنية وحدات مشاة بحرية قادرة على تأمين الشواطئ وتنفيذ عمليات مطاردة على اليابسة وفي عرض البحر، بفضل الزوارق السريعة والسيارات العابرة للصحراء، وهو ما لم تكن السفن والزوارق الحربية قادرة عليه في السابق. وسيضع هذا الانتشار الذي من المقرر أن يشمل كل الشواطئ البحرية والنهرية حدا نهائيا لعمليات التهريب والمبادلات غير الشرعية التي كانت منتشرة على طول هذه الشواطئ.

تلك إذن وثبة نوعية شهدتها البحرية الوطنية في وقت قياسي، شملت كل وسائل وأدوات عمل سلاح البحرية، انسجاما مع الضرورات الأمنية وتطور مستوى التهديدات التي لم تعد قاصرة على المجال البري.

أربعاء, 15/08/2012 - 15:14

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك